جديد المدونة

الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

العمارة وملائمتها للبيئة المحيطة

لم تكن العمارة يوما مجرد مهنة ولكنها في الاساس فن وذوق , وتدرس العمارة في كليات الفنون علي انها الفن الشامل لكل انواع الفنون
فما هو الابداع الا خلق اشياء لم تكن موجودة من قبل فعن طريق مجموعة من الادوات البسيطة يستطيع المعماري الوصول لمنتج فني سواء كان مبني او حديقة او مدينة متكاملة
من اجل كل هذا فالعمارة ليست تجميع لمجموعة من المنتجات الاخري والا تصبح تقليدا لا نستطيع ان نصفه بصفة الابداع او الفن ولكنها مثلها مثل كل الفنون هي انصهار لثقافة وبيئة المعماري بداخله لتنتج ثقافة متفردة متميزة تلائم البيئة التي تكون فيها والبيئة التي سينتج فيها المنتج الخاص به وكذلك تلائم ثقافته وثقافة مجتمعه
وحتي يكون المبني ملائما لبيئته فلابد من توافر مجموعة من النقاط اهمها:
1- ان يصنع المبني من مواد متوفرة في البيئة حيث تكون اولا ملائمة للبيئة المناخية للمنطقة وكذلك لرخص تكلفتها نظرا لوجودها بوفرة في البيئة , فمثلا في البيئة الصحراوية تتوفر اشجار النخيل بكثرة وتكون البيوت المبنية من الجذوع وزعف النخيل ملائما كثيرا لدرجات الحرارة المرتفعة في المناطق الصحراوية ويعمل علي تلطيف درجات الحرارة داخل المبني
2- ان يتوائم المبني مع الموروث الثقافي للمجتمع الذي يقوم فيه فما يناسب المجتمع المدني لا يناسب المجتمع الريفي والصحراوي والساحلي
3- احترام تاريخ المنطقة التي يقوم فيها المبني وليس معني ذلك النقل والتقليد الاعمي لكل ماهو قديم ولكن ان يتم ذلك بتطويع الروح المعمارية للتاريخ القديم بما يناسب المجتمع والعصر الحديث فلا يمكن مثلا في بلد مثل مصر ان تكون كل المباني عبارة عن اهرامات او معابد فرعونية ولكن ايضا لا يصح ان تصبح كل المباني عبارة عن واجهات زجاج نقلا عن المباني الاوربية التي تكون ملائمة لمناخ البلاد المقامة فيها ولكنها ابدا لا تلائم مجتمعنا ومناخنا
4- احترام الطبيعة الموجودة في المكان المطلوب اقامة المبني به
فمن لا يحترم الطبيعة لا تحترمه فما اسهل الهدم والاحلال ولكن هذا لا يعمل الا علي تشويه الطابع السائد للمكان وتشويه الطبيعة الجغرافية والمناخية
واليك بعض النماذج والامثلة لمباني ملائمة لبيئتها المحيطة

بالتأكيد معظمنا استخدم مترو الانفاق في المدن الكبري ولكن لا يتخيل احد ان ما يوجد في الصورة هو محطة من محطات مترو الاونفاق في استوكهولم
صممت المحطة دون التدخل في البيئة المحيطة بها بهدمها وتحويلها لمسخ واستخدام الرخام والقيشاني والسيراميك كما نري في معظم مدننا الكبيرة

....................................................................
وهذا معماري احترم الطبيعة من حوله ولم يخربها بل استغلها في تصميمه الذي حاكي الطبيعة


هناك تعليق واحد: