جديد المدونة

الثلاثاء، 5 أكتوبر 2010

ابني بيتك - حل لأزمة سكن ام انها ازمة تخطيط


اطلت علينا الدولة منذ بضعة اعوام بمشروع قيل عنه وقتها بأنه حل دائم وجذري لأزمة سكن الشباب فسيصبح في امكانية كل شاب ان يصنع مسكنه بنفسه دون الوقعو فريسة الاستثمار العقاري والتمويل العقاري وسيكون متاح لكل شاب قطعة من الارض يبني فيها مسكن احلامه المتواضع بامكانياته المتواضعة, منزل خاص تحيط به حديقة صغيرة وانهالت علينا التصورات لنري ضواحي امريكا واوربنا تعانق مدينة القاهرة بفيلات صغيرة متواضعة بحدائق غناء
وتدافع الشباب بالطلبات لتحقيق حلم راودهم لسنوات طوال
وتسلم معظم الشباب المتقدم بطلبات لأراض منخفضة الاسعر وسط غول الغلاء في العقارات ووجودوا فرصة عمرهم في قطعة ارض مساحتها 150 م2 يصل سعرها الي ما قد يكون مجانا
وفجأة يقف الشاب عاجزا امام ارضه المحددة بأربعة اركان ناظرا حولع من كل الاتجاهات فلا يجد الا رمال صفراء متسائلا وماذا بعد
وماذا بعد هذه ظهرت الان
1- تصميم معماري موحد لكل الوحدات في كل المناطق المتاحة دون مراعاة لأختلاف طبائع وعادات وتقاليد واحتياجات الشباب من المناطق المختلفة فما يراه مناسبا الشاب في القاهرة قد لا يراه كذلك في مدن الصعيد او المدن الساحلية

2- مساحة الارض ال150 م2 مسموح بالبناء فقط علي 65 م2 منها شاملة المداخل والسلالم والخدمات ليجد صافي الشقة لا يتجاوز 60 م2 تشمل حجرتين كل منهم بمساحة سرير كبير وصالة ومطبخ وحمام لا يصلحا الا كغرفة (فيران)

3- طبيب ومحامي وخريج تجارة او اداب وسائق تاكسي وبائع في محل كل هؤلاء يجدون انفسهم امام شيء مبهم عبارة عن عدة اوراق استلموها من جهاز المدينة مرسوم عليها بعض الخطوط والمطلوب منه تنفيذها علي الارض التي اقنعوه بأنها فرصة عمره, بالله كيف يترك كل منهم عمله فجأة ليتفرغ لبناء مسكنه وهو لا يملك الخبرة الكافية للتعامل مع هذه المهنة
وفجأة وجد هؤلاء الشباب انفسهم واقعين في قبضة مافيا المقاولين والمكاتب الهندسية والمهندسين المرتزقة الذين وجدوا فريسة لهم في شباب لا يملك من خبرة ماتؤهله لمتابعة اعمال بناء منزله الذي حلم به
وفي النهاية من كان منهم له نفس طويل واكمل البناء الي اخره كما رسم له وجد انه قد انهي علي ما قد ادخره طول عمره ليعينه علي تقلبات الزمن في كتلة من الخرسانة والطوب لاشكل لها ولا وظيفة (حسب بعض الملاك لهذه الوحدات تكلف البناء ما يزيد عن 250 الف جنيه) علما بأن المبني عبارة عن 3 ادوار لا تستطيع اسرة مكونة من اب وام وطفلين السكن بها الا اذا تم فتح دورين علي بعض بنظام ال (دوبليكس) فيصبح لديه شقة عبارة عن دورين ونصف شقة هي الدور الثالث ومطلوب منه ان يفرش هذه الشقة ليسكن بها

4- من يتعسه حظه العسر ويذهب الي احدي هذه المدن يجد مالا يسر عيناه من العشوائية والاهمال فهذا احد الملاك اتم الله عليه ببناء وحدته وذاك لم يتم الا دور واحد والاخر ارضه مازالت خالية وذاك اتم الاساسات وتوقف لعدم توفر الامكانات
ما هذا المنظر ما هذا التخطيط اين المسؤولين عن هذه المدن التي ستصبح عن قريب اوكار للصوص

5- من تجشم منهم عناء كل هذا ووصل الي مرحلة السكن بعد ان دفع تحويشة العمر واقترض ضعفها يجد نفسه في مكان صحراوي لا توجد به اي خدمات صحية او اجتماعية او ترفيهية ولا توجد به مواصلات تنقله الي اقرب مكان به عمار ويكون مطالب بامتلاك سيارة لكل فرد من افراد اسرته ليتاح لهم التحرك بسهولة

6- وهذا رأيته بعيني في احدي المرات - شاب مطالب باتمام الدور الارضي في زمن محدد حتي لا يقع تحت طائلة المخالفات ولا يملك المال الكافي لذلك فلا يجد سوي ان يلجأ الي تخفيض التكاليف وهذه التخفيض يكون في اكبر العناصر تكلفة وهي الخرسانة (عماد المبني) واكبر مشكلة في الخرسانة هي حديد التسليح فلم يكن امامه سوي اتمام خرسانة الاعمدة بدون حديد تسليح وزرع قطع من الحديد في اخر العمود حتي تظهر لمهندس الحي عند الاستلام ( ولا يخفي علي احد ان عامود خرساني بدون حديد تسليح يصبح عامود الجبنة الشيدر ابقي منه تحملا )
وتقع الكوارث ويروح اصحابها تحت انقاضها ونولول بعد خراب مالطة.

هل توجد حلول؟
بالطبع يوجد حل وهو التخطيط
فنحن نعيش في كنف ادارة لمصالحنا تمشي بمبدأ الصدفة, يجتمع المسؤولون ليجدوا حلا لازمة ما فيقترح احدهم حلا فيلاقي التصفيق والهتاف ويطرح للناس وعندما ينتهي (نبقي نشوف ايه عيوبه ونتلاشاها المرة الجاية) هكذا تمشي الامور في حياتنا فلا مجال للدراسات واستطلاعات الراي لدي المتخصصين والمستفيدين ولا حسابات لفرص نجاح وخسارة
هكذا نحن فئران تجارب من يموت يصبح انذارا لمن يظل من الاحياء حتي لا يكرر مافعله
ماذا كان سيحدث لو سلمت هذه الاراض لشركات ومؤسسات كبري متخصصة في العملية البنائية(تحت رقابة شديدة وصارمة من الدولة ) ليقوموا ببناء هذه المساكن وتسليمها جاهزة لهؤلاء الشباب
فماذا ينتفع شاب بثلاثة ادوار لا يستطيع السكن فيها الم يكن من الاصلح تسليمة شقة واحدة بمساحة معقولة وبتكلفة معقولة؟
هذه الشركات (مع الرقابة الصارمة ) سيكون هامش ربحها المعتدل غير المغالي فيه مقسم من ثلاثة موارد
جزء منه يدفع الشاب عن طيب خاطر بديلا عن بهدلته ومرمطته وسط المقاولين وتحت الشمس
وجزء من الدولة تدعم به هؤلاء الشباب كما تفعل الان بتسليمهم دفعات كلما انهوا مرحلة معينة من البناء
والجزء الثالث من تخفيض الهادر من مواد البناء الذي يضيع الان وسط الصحراء ( فلو كل وحدة اهدرت شيكارة اسمنت ومتر رمل ومتر زلط لأصبح ذلك ثروة هائلة ضائعة من هذه الاعداد الكبيرة من الوحدات)
ولكن في النهاية لا يسعنا الا ان ندعو بأصوات بحها لاهمال
لكِ الله يامصر

هناك تعليقان (2):