المبانى الثقافية تعد من اهم المبانى التى تؤثر على الشعوب و الحضارات و لها تأثير
مباشر على الشعوب و ذلك لان فى مقدورها ان تغير من ثقافة او حضارة اى شعب
و لذلك لابد من اخذ بكل الاعتبارات و ذلك لانشاء مبنى جيد و هنا يأتى
دور المعمارى فى اظهار هذا النوع من المبانى كما يجب ان تكون الناحية الجمالية
لها دور كبير و ذلك لتقوم بدورها بجذب الافراد و المشاهدين داخل المبنى كما يجب
الاخذ بطريقة العرض و محاولة تشويق المشاهد للحصول على هدفه لذلك لابد
ان يكون تصميم هذا النوع من المبانى مختلف عن تصميم اى نوع اخر من المبانى
لذلك يطلق عليها مبانى تجذب الناس كما لابد من استخدام المساحات الخضراء
و التشجير حول هذا النوع من المبانى و لتقدم اى شعب او حضارة لابد من
الاهتمام بالمبانى الثقافية و تنقسم المبانى الثقافية الى عدة انواع منها
( المكتبات – المتاحف – المسارح – قصور فن – صالات عرض – صالات موسيقى )
لابد من الاهتمام بكل هذه الانواع للارتقاء بالشعوب و ذلك لانها تشمل جميع
انواع العلوم و الفنون الثقافات المؤثرة على اى شعب و هنا يأتى دور المعمارى
فى محاولة اظهار هذا النوع من المبانى و تحقيق الوظيفة و الجمال كما انه لابد
من الاهتمام بالناحية الجمالية على حساب باقى النواحى زو لابد ان يتوافر داخل
المبنى و ان يحصل الفرد على هدفه بأسلوب سهل ميسر لذلك يتطلب هذا النوع
من المبانى التكنولوجيا المستمرة و تعدد وسائل العرض و كل نوع من المبانى لابد ان
تتوفر فيه شروط لانجاح هذا النوع جماليا و وظيفيا فلابد ان يتوفر فى المكتبات انواع
مختلفة من الكتب و طرق عرضها و توفير اسلوب البحث بالكمبيوتر و يدويا ، المتاحف
طرق عرض القع الاثرية او اللوحات و الاهتمام بأماكن تواجد الصالات كما يجب توفر فى
المبانى الثقافية بصفة عامة بعض الشروط لانجاحها مثل الاضاءة الطبيعية و الصناعية
و التهوية الجيدة و فراغ لاصلاح اى تالف او ترميم اى جزء و بذلك تصبح المبانى
الثقافية مكتملة كما يجب توفر اى معلومة جديدة للمعرفة لتاريخ اجدادنا عن طريق
المتاحف او اى معرفة جديدة عن طريق المكتبات و معرفة ما توصل الينا من فن و فنون
عن طريق المعارض .
تكوين المتاحف
فهى بمثابة الوعاء الحافظ لما تركه لنا الاجداد على مر العصور من موروثات و خبرات
و اشياء كانت تمثل اساليب حياتهم و عاداتهم و تقاليدهم و اصبحت اليوم رمزا
لما وصلوا اليه نستفيد منه فى معرفة كنه اصل الاشياء و لان المنشأ المعمارى هو ذلك
الوعاء الحافظ فهو بمثابة قلعة ينبض داخلها فن و فكر الاجداد الا ان الفن المعمارى له
لغته الخاصة فى إبراز المحتوى الفنى للمتحف لملائمته لاسس و عناصر المعروض داخله
فكر المتاحف قديما
و قد كان فى الماضى لا ينظر لهذا المفهوم من وجهته الصحيحة فكانت المتاحف هى قصور
او مبانى مقامة تجهز لعرض كنوز الماضى .
و لكن فى العصر الحديث
اصبحت المتاحف من ابرز العناصر المعمارية فى القرن العشرين حيث يجد فيها
المهندسون المعماريون و الانشائيون فرصة كبيرة لاظهار رؤيتهم الفنية و دراستهم
الاكاديمية فى معالجة الواجهات المعمارية التى يتناسب مع الطراز المعروض مع اضافة
ما وصل اليه العصر من تكنولوجيا فى مواد البناء المستخدمة او طرق الانشاء او
التجهيزات الخاصة بأساليب العرض للحصول على هيكل بنائى متكامل للمتحف
غير ان المتاحف تنقسم من حيث الغرض منها الى :
1-متاحف فنية
و تدخل فى نطاقها عرض اللوحات الفنية التى تعرض فكر و فن الفنانين التشكيلين
للمدارس المختلفة ( الرومانسية و الواقعية و التأثيرية و التكعيبية ) منذ عصر النهضة
و حتى العصر الحديث بالاضافة الى اعمال النحت و الخزف و غيرها من العناصر الفنية
الرفيعة كالمجوهرات و التحف الفنية النادرة .
2-متاحف تراثية
و تشمل المتاحف التى تعرض التراث للحضارات المختلفة من ادوات كانت تستخدم قديما
او تماثيل او اوانى او حتى ادوات حربية كانت تستخدم فى الحروب و تعرض تطور هذه
الادوات حتى وصلت لما نحن عليه الان
3-متاحف علمية
و هى تعرض الاساليب العلمية و الاكتشافات التى من خلالها يتم الاستفادة منها فى
تطور شتى العلوم البيئية و المعملية و الصناعية .
4-متاحف بيئية
تعرض فيها انواع مختلفة من مفردات البيئة كالاخشاب و المعادن المتنوعة كما يعرض
فيها عناصر البيئة المختلفة الخاصة بجيولوجيا الطبقات الارضية و الاحياء المائية و غيرها
من مظاهر الطبيعة حولنا
فلسفة تصميم المتاحف
ترجع فلسفة التصميم الابتكارى للمتاحف الى حل المشكلة بين الفراغات الخارجية
و العناصر الداخلية لخدمة المعروضات مع توفير الراحة و الرؤية الصحيحة للزوار مع
ملائمة المتحف للبيئة المقام عليها من حيث تحديد الكتل و ارتفاعاتها و علاقاتها مع
بعضها البعض و توافق التصميم و واجهاتها مع الطرز المعروضة داخلها فمثلا اذا
كانت المعروضات خاصة بالفن الاسلامى استخدمت الطرز المعمارية الاسلامية بعناصرها
المميزة كالعقود و المشربيات و القباب و المقرنصات و غيرها من مفردات الفن الاسلامى
و اذا كانت المعروضات من الفن الفرعونى ظهرت مفردات الفن المعمارى الفرعونى فى
الصروح المائلة و الاشكال الهندسية الهرمية و الاعمدة المميزة للفن الفرعونى .
اسس تصميم المتاحف
تعتمد اسس تصميم المتاحف على البيانات التى تجمع عن المتحف المزمع اقامته من
حيث موقعه و طبوغرافيه المكان حوله و البيئة المحيطة به و نوعية المترددين و اعدادهم
و طرق لوصول اليه فمثلا المتحف الذى يقام بوسط المدينة يختلف فى تصميمه عن
المتحف المقام خارجها فى المسطح واسع يمكن المصم من وضع كتله بنائية مع اماكن
الاستراحة اثناء التنقل بين اجزاءة المختلفة مع اماكن الانتظار و هى لوسائل المواصلات
داخل المتحف وخارجة كما ان اختيار الموقع الذى يقام عليه المتحف لهاسس اختيارية و
هى ان يكون بمنطقة سياحية بعيدة عن المساكن القريبة من وسائل المواصلات كما
تتلائم طبيعة المكان مع الجو العام للفن المعروض داخل المتحف نفسه .
عناصر المتحف التى يجب توافرها
بعدما اصبح المتحف مركزا ثقافيا للتراث و التاريخ فقد قسمت ارجاء المتحف لعدة عناصر
اهمها صالات العرض الاساسية و الفرعية و مكتبة تضم الكتب و المراجع الخاصة بأنواع
المعروضات و الابحاث التى نشرت حولها بالاضافة لعدد من الكتب فى فروع العلوم
المختلفة و حجرات التصوير و الميكروفيلم و ادارة المتحف و الخدمات مع وجود مركز
للمعلومات يضم وحدات الكمبيوتر و قسم خاص للانشطة التعليمية الخاص للطلاب و
مكتب للامناء و غرف للتحكم و المراقبة بالاضافة الى اماكن خدمات للزبائن و العاملين
ومخازن للمعروضات و ورش الاصلاح و اماكن الانتظار و وسائل المواصلات الداخلية و
الخارجية .
الاضاءة + اساليب العرض
اصبحت الاضاءة من الاسس المرتبطة بالمتحف ارتباطا وثيقا حتى انها تشكل جزء اساسى
لاظهار المعروضات بالشكل اللائق و قد استخدمت حديثا الميكروكمبيوتر للتحكم فى
شدة الاضاءة و اساليبها مع الاضاءة الطبيعية التى يستفاد منها فى العرض الخارجى
مع توفير اضاءات مختفية صناعية لعنصر المعروض لاظهار فى الظلام كما ان اساليب
العرض تعددت و ظهر دور المصمم الداخلى فى اظهار المعروضات فى جوها الطبيعى
بأستغلال الالوان و الاضاءات و وحدات العرض المصنوعه من الزجاج و الألمنيوم المطلى
بالالوان المختلفة الملائمة لجو المتاحف العام
التجهيزات الفنية للمتاحف
ولان التجهيزات الفنية كالتكييف المركزى لتحديد درجات الحرارة و الرطوبة المناسبة
داخل مختلف اجزاء المتحف صيفا و شتاءا للحفاظ على المعروضات فى الجو الملائم لها من
العناصر الرئيسية فى تجهيز المتاحف بالاضافة الى اجهزة الانذار ضد الحريق و
تزويدهابأجهزة قطع كهربائى عن المبنى فى حالة حدوث اى حريق مع استخدام الابوب
- المقاومة للاحتراق و مزودة بدوائر ألكترونية لغلق الفتحات فى حالة السرقة و تزويد
المنافذ و الابواب بخلايا ضوئية متصلة بأجهزة انذار بحالة قطع الشعاع الصادر عنها .
و كل التجهيزات اصبحت من اساسيات تجهيز المتاحف فى القرن العشرين لضمان
الحماية التامة للمعروضات القيمة
العناصر الفنية المكملة للمتحف
من المفردات المكملة التى تهيئ الزوار اثناء الدخول و التجول خلال المتحف
1-النافورات 2- التماثيل
3-و الاشكال الجمالية التى تعطى انطباعا جيدا و راحة اثناء التننقل بين ارجاء المتحف و
هى تمثل الرؤى الفنية للمصمم و تأثرة بالفن المعروض داخل المتحف
من اهم المتاحف
متحف جوجتهايم بنيويورك حيث استخدمت الخرسانة بشكل حلزونى جرئ متصاعد
نحو السماء فى اسلوب جديد من نوعه يعد بداية لاستخدام المرونة و الانسيابية المطلقة
للخرسانة
الاسس التصميمية للمتاحف
من اهم العناصر فى تصميم المتاحف و المعارض هى العرض و الاسلوب المستخدم فى
العرض ففى قاعات المتاحف تتطلب قاعات العرض المخصصة للوحات الفنية و القطع
النحتية و الرسومات الجدارية
هناك عوامل متعددة يجب حماية المعروضات منها
1-التلف
2-السرقة
3- الرطوبة
4-الجفاف
5-الشمس
6- الغبار
يجب فى تصميم المتاحف مراعاة العوامل السابقة
1- استخدام اسلوب العرض المناسب لكل نوع من انواع المعروضات
2- الاضاءة سواء كانت طبيعية او صناعية : الاضاءة من اهم العوامل التى تبرز نجاح
المتحف فى القيام بوظيفته العملية و قد تنوعت فى الاونة الاخيرة اساليب الاضاءة
الصناعية و قد تنوعت اساليب الاضاءة الخاصة بالمتاحف و المعارض
اساليب العرض
تعرض القطع الخشبية و المعروضات فى علب زجاجية كبيرة و موضوعة فى خزن بعمق
80 سم و ارتفاع 160 سم
تعرض اللوحات تحت الانذار و هى تشمل اللوحات الزيتية و النقوش الجدرانية و
المعروضات الاخرى من حلى و غيرها
يجب ان يتوافر فى القاعة لكيلا يمل الزائر المتحف
زوايا الرؤية
زوايا الرؤية الطبيعية للانسان من صفر الى 54 او انطلاقا من العين 27 فوق الافق تعطى
مسافة 10 متر ارتفاع التعليق يساوى 4.90 فوق مستوى الافق و حتى اقل ارتفاعا من
70 سم و ذلك للوحات الكبيرة التى تجاوز الابعاد
تعلق اللوحات الصغيرة من مركز ثقلها ( المستوى الافقى للوحة ) و يفضل ان تكون
بأرتفاع مستوى النظر
المكان اللازم للوحة الفنية من 3 الى 5 متر تربيع من الارض
الاعتبارات التصميمية لعمل المتاحف
يجب ان يكون التصميم متناسبا مع المعروضات داخله سواء كانت قطعا نحتية او لوحات
فنية او متاحف طبيعية او تاريخية … الخ
و يجب ايضا ان لا يكون فيها دوران مستمر دائما و العرض يكون من خلال اجنحة
منفصلة و على جوانب المتحف و توضع غرف الادارة و ورش الصيانة و الخدمات و قاعات
المحاضرات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق